طوبى للذي غفر إثمه وسترت خطيته طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية، ولا في روحه غش لما سكت بليت عظامي من زفيري اليوم كلهلما سكت بليت عظامي من زفيري اليوم كله
لأن يدك ثقلت علي نهارا وليلا. تحولت رطوبتي إلى يبوسة القيظ. سلاه
أعترف لك بخطيتي ولا أكتم إثمي. قلت: أعترف للرب بذنبي، وأنت رفعت أثام خطيتي. سلاه لهذا يصلي لك كل تقي في وقت يجدك فيه. عند غمارة المياه الكثيرة إياه لا تصيب
أنت ستر لي. من الضيق تحفظني. بترنم النجاة تكتنفني. سلاه أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك لا تكونوا كفرس أو بغل بلا فهم. بلجام وزمام زينته يكم لئلا يدنو إليك كثيرة هي نكبات الشرير، أما المتوكل على الرب فالرحمة تحيط به افرحوا بالرب وابتهجوا يا أيها الصديقون، واهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب
(تفسير المزمار)
مزمور الصراحة والاعتراف بالخطية:
هو مزمور التوبة الثاني، يدعوه بعض الدارسين مع المزامير (51، 130، 145) مزامير بولسية (تحمل فكرًا يشابه فكر الرسول بولس)، إذ تتحدث بقوة عن عمل الله الخلاصي في حياة الخاطي التائب.
إنه جوهرة الجمال الروحي وتدبير الله الخلاصي. بينما تحتشد الدموع والعبرات والأسى في المزمور السادس، أول مزامير التوبة، نشعر هنا بمدى الراحة التي يتمتع بها الخاطي الذي لا يكتم خطيته، بل يقول: "أعترف للرب بإثمي" [5]. فالخطية الرئيسية هنا ليست العصيان وإنما بالحري الرياء. فمفتاح المزمور هو كلمة "أكتم" أو "لا أكتم" [5]. فعندما رفض المرتل أن يكشف عن إثمه يقول: "أنا سكت فبُليت عظامي، من صراخي طول النهار" [3]. وإذ كشف له الله عن الخطية غُفرت، وطلب المرتل إلا يكون "في فمه غش" [2]، سائلاً أن تحيط به رحمة الله [12] أو حب الله الذي يقيم عهدًا مع شعبه ويود خلاصهم.
صلى داود النبي المزمور الحادي والخمسين بعدما أشار إليه ناثان بأصبعه، قائلاً: "أنت هو الرجل" (2 صم 12: 7)، فكان المزمور اعترافا من داود بخطيته؛ ثم ترنم بهذا المزمور إذ اختبر بركات غفران خطيته الموجهة ضد الله نفسه وضد بتشبع وأوريا الحثي. وكأن هذا المزمور يأتي بعد المزمور 51 بحسب الترتيب التاريخي.
أُستخدم بعد ذلك في العبادة الجماعية كما يظهر من الأية [11]: "كثيرة هي ضربات الخطاة، والذي يتكل على الرب الرحمة تحيط به".
حسب طقس بعض الكنائس البيزنطية يتلو الكاهن هذا المزمور ثلاث مرات كنوع من التطهير الشخصي والأستعداد لخدمة سرّ المعمودية.
أما اليهود ال Ashkenazi الذين من أصل شرق أوربا، فيتلون المزمور كصلاة مسائية في ثاني أيام الأسبوع (الأثنين).
يعتقد Grotius أن المزمور قد وُضع ليُرنم به في يوم الكفارة.
قيل إن هذا المزمور هو المزمور المفضل جدًا لدى القديس أغسطينوس؛ اعتاد أن يُصليه بقلب حزين وعينين باكيتين. عندما اقترب القديس من الرحيل من هذا العالم طلب أن يُكتب هذا المزمور - مع بقية مزامير التوبة - بحروف كبيرة على لافتة ضخمة، وتوضع مقابل سريره، وكان يردد كلمات هذه المزامير بقلب منسحق مع أنفاسه الأخيرة.